28 Mar
28Mar

كتب : محمد صبحي

يتزايد الاهتمام العالمي خاصة في الآونة الأخيرة بما يعرف بـ "الطاقة الخضراء" أو المصادر المتجددة للطاقة، في محاولة للاعتماد على مصادر جديدة للطاقة أكثر محافظة على البيئة وتعمل على تخفيض توليد الغازات الدفيئة في العالم بما يقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري.

الطاقة الخضراء والوقود الأحفوري 

ترتبط مشاكل الطاقة والمشاكل البيئية ببعضها ارتباطا وثيقا لأنه يكاد يكون من المستحيل إنتاج أو نقل أو استهلاك الطاقة بدون حدوث آثار بيئية ملحوظة، وتتضمن الآثار البيئية المرتبطة ارتباطا مباشرا بإنتاج الطاقة واستهلاكها تلوث الهواء وتلوث الماء والتلوث الحراري والتخلص من المخلفات الصلبة.

ويعتبر انبعاث ملوثات الهواء من احتراق "الوقود الاحفوري" هو السبب الرئيسي لتلوث الهواء في المناطق العمرانية، كما توجد العديد من مشاكل تلوث المياه التي ترتبط باستخدام الطاقة، حيث يعد تكون البقع النفطية من المشاكل الرئيسية، ففي جميع عمليات التعامل مع البترول هناك احتمال مؤكد في حدوث انسكاب للنفط إما على الأرض وإما في جسم مائي ما، لذلك تتزايد المشاكل البيئية مع استخدام الطاقة.

ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الوفود الممثلة لصناعة "الوقود الأحفوري" في قمة الأمم المتحدة للمناخ في مدينة شرم الشيخ بنسبة 25%، مقارنة بالقمة السابق
وتوصلت منظمة "غلوبال ويتنيس"، المهتمة بشؤون الطبيعة وحماية كوكب الأرض، إلى أن أكثر من 600 شخص مرتبطين بصناعة الوقود الأحفوري متواجدون في قمة المناخ بـ مصر.
وهذا ما يجعل عدد ممثلي تلك الصناعة المضرة بالبيئة، أكبر من أعداد وفود الدول العشر الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، مجتمعة للنظر الي أضرار الوقود الأحفوري واستخدام بديل عنه.

وفي هذا الصدد، قال المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، إن الوقود الاحفوري ارتبط ببداية عصر الثورة الصناعية ويقصد به البترول والفحم وبعض أنواع الغاز الطبيعي.

وأوضح محرم، أن الوقود الاحفوري له استخدامات عديدة في تطبيقات مختلفة مثل توليد الطاقة وفي الصناعة وفي وسائل النقل وينتج عن حرق الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة غازات أو ثاني أكسيد الكربون، إلي جانب اكاسيد اخري تسبب تلوث للبيئة وللهواء وبعض هذه الغازات تسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتابع: يعتبر الوقود الاحفوري أحد المتسببين الرئيسيين في ظاهرة الاحتباس الحراري باعتبار ان كميات استخدامه كبيرة جدا حول العالم في تطبيقات الطاقة والنقل والصناعة، لذلك تمحورت كثير من جهود التصدي لظاهرة التغيرات المناخية حول جزئية "التخلص التدريجي" من استخدامات الوقود الاحفوري والبحث عن بدائل أخري مثل الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأكد أن هذا بجانب الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي وغيرها من أنواع الوقود البديل، وتشمل الطاقة الجديدة والمتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة أمواج البحر وطاقة المد والجذر وطاقة المتولدة من باطن الأرض التي تسمي Geothermal energy.

وأضاف أنه يوجد محاولات لتطوير الهيدروجين الأخضر وانتاجه من خلال المصادر الجديدة والمتجددة، ويتم استخدام الهيدروجين الأخضر في محركات وسائل النقل، ولازالت هناك بعض التحديات المتعلقة بالتوسع في استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر بديل للطاقة.

واختتم: وهناك أيضا محاولات لتوسيع خواص بعض أنواع الوقود الاحفوري حتى يكون اقل ضررا على البيئة مثل محاولة تحسين خواص السولار المستخدم في تشغيل محركات بعض وسائل النقل.

الوقود الأحفوري وتغير المناخ 

ولأول مرة في قمة المناخ بشرم الشيخ تأتي الإشارة واضحة على أن الوقود الأحفوري وفي المقدمة منه الفحم كأكبر مساهم في تغير المناخ حول العالم.

ويمكن إطلاق تسمية الطاقة الخضراء على أي مصدر يوفر أنواعاً من الطاقة النظيفة أو المتجدد أو حتى القابلة للتجدد، والطاقة الجديدة أو المتجددة الخضراء لا تنفد مع الاستهلاك الكبير بالإضافة إلى أنها ومن واقع التسمية دائمة التجدد، كما أنها تختلف عن مصادر الطاقة غير المتجددة أو الوقود الأحفوري بكونها غير محدودة كذلك فهي صديقة للبيئة ولا تؤثر على المناخ للطاقة الخضراء أو الجديدة والمتجددة عدة أنواع تختلف باختلاف استخداماتها.

طاقة الرياح

أول تلك الأنواع هو طاقة الرياح التي تعد الأكثر انتشاراً بين أنواع الطاقات الخضراء في العالم، كما أن هذا النوع من الطاقة يتميز بالتكاليف القليلة نسبياً والفعالية الكبيرة، وهي عبارة عن استخدام مراوح لها ألواح تحركها تيارات الهواء لتتحول طاقة الحركة التي يولدها الهواء إلى طاقة كهربائية غالباً، كما أن كمية الكهرباء المنتجة تعتمد على سرعة حركة ريش التوربينات.

الطاقة الشمسية

هي الطاقة التي تستمد من الشمس وبحسب الدراسات فإن الطاقة التي تصل من الشمس إلى الأرض في ساعة واحدة تكون أكبر من حجم الطاقة التي يستهلكها العالم كله في سنة واحدة، ويتم إنتاج الطاقة الشمسية التي تتميز بكونها نظيفة للغاية وغير ملوثة للبيئة، من خلال الألواح الشمسية التي تمتص الحرارة وتحولها لطاقة كهربائية قابلة للاستهلاك والتخزين.

الطاقة المستخرجة من الكتلة الحيوية

تستمد من خلال حرق النفايات الزراعية أو مخلفات الغابات والأشجار، واستطاعت بعض الدول الاعتماد على حرق الطحالب بأنواعها لإنتاج طاقة عضوية، كما يمكن استخراجها من المخلفات العضوية للإنسان أو الحيوان، وينتج عن عملية حرق تلك المخلفات الحيوية ما يسمى بالوقود الحيوي ويكون إما إيثانول أو غاز الميثان.

الطاقة الخضراء المولدة من حركة المياه

هي واحدة من أشكال الطاقة التي تُنتج من مصادر المياه وتحديداً خزانات السدود ومياه الأنهار المتدفقة، التي تدير توربينات بشكل ما، تستغل حركة الماء المندفعة من المساقط أو عند السدود لتدور لتتحول الطاقة الميكانيكية أو الحركية الناتجة في التوربينات إلى طاقة كهربائية.

الطاقة الناتجة عن المد والجزر

يمكن استغلال حركة مياه البحار والمحيطات وانخفاضها في الظاهرة الطبيعية المد والجزر، لإنتاج الطاقة الكهربائية في صورة جديدة للطاقة الجديدة والمتجددة، وهي تنتج من خلال توربينات توضع في مناطق حدوث المد والجزر، لتتحول الطاقة الحركية المولدة إلى طاقة كهربائية نظيفة.

مزايا الطاقة الخضراء 

للطاقة المتجددة عدة مزايا فهي أولاً لا تنفذ ولا تنتهي فالرياح لا يمكن أن تتوقف وكذلك الشمس وحركة المياه. كما أن كل أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة صديقة للبيئة على عكس الوقود الأحفوري أو التقليدي الذي يضم نسباً مرتفعة من عنصر الكربون الذي أصبح أحد ملوثات الهواء في العالم.

 أما من حيث التكلفة، فتعتبر الطاقات الجديدة أو المتجددة رخيصة نسبياً لكونها لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة للصيانة أو أن كلفة صيانتها منخفضة نسبياً.

ومن حيث الأمان فتعتبر كل أنواع الطاقة الجديدة أو الخضراء آمنة على الإنسان، كما أنها موفرة للمال، بالإضافة إلى أنها تحقق البعد البيئي المنشود، إذ إنها لا تنتج الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، ما يساعد في القضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.