24 Apr
24Apr

حوار/ محمود مقاوي - محمود ثروت - مصطفي عبد المنعم

تؤدي الطاقة دور حيوي لا غنى عنه في عالمنا المعاصر، فقد إتـضحت أهميتها في عملية التنمية وارتباطها الوثيق بمختلف مجالات التنمية المستدامة. وتعتمد مصر على مصادر الطاقة التقليدية )الوقود الأحفوري( والمتمثلة فـي كل من البترول والغاز الطبيعي فتصل نسبة إنتاج هذه المصادر إلـى حـواليإ"٩٥,٤% "من إجمالي إنتاج الطاقة ، وذلك بالرغم من محدوديـة الاحتياطيـات المتوفرة من هذه المصادر والتي لا تتناسب مطلق ًا مع معدلات زيادة إسـتهلاك الطاقة في مصر، ويهدد هذا الوضع كل من آمن الطاقة واسـتدامتها وبالتـالي استدامة التنمية. ولذلك تسعى الدولة إلى وضع إستراتيجيات جديدة تقوم على التوجه بقوة وسريع إلى إنتاج واستهلاك مصادر متجددة للطاقة خاصة طاقـة الرياح والطاقة الشمسية كمصدر تكميلي لمصادر الطاقة التقليدية غير المتجددة ، في الوقت الحاضر والمستقبل القريب وكمصدر بديل عنها في المستقبل البعيد.

لعلنا نذكر تحديات مصر خلال الفترة التي سبقت عام"2014"من عجز في قطاع الكهرباء ،الي دولة أصبحت الآن تحتوي علي إحتياطي من الطاقة بجانب عمليات التبادل والربط مع الدول المجاورة،في ظل القيادة السياسية الرشيدة ،كماتسعي مصر خلال الفترة الأخيرة في الإعتماد بشكل كبير علي مصادر الطاقة المتجددة ،بالإضافة الي التحول إلي الهيدروجين الأخضر والذي يسعي إليه العالم أجمع ،لإعتماده علي الطاقة المتجددة النظيفة بعيدًا عن الطاقة الغير متجددة والتي ينتج عنها التلوث البيئي وآثاره المترتب عليها التغير المناخي،الذي لطالما أصاب العالم بأسره.

لذلك أجري موقع"إنيرجي_Energy"حواراً صحفي مع الدكتور "أيمن حمزة"المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ،حول ماوصلت إليه مصر في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة وخطة مصر في التحول إلي الهيدروجين الأخضر ،بالإضافة الي حديثة عن الحلم النووي وآخر ماوصلت الية مصر في هذا الملف.

وعند سؤالة عن كيف إستطاعت مصر أن تتحول مصر من بلد تعاني من عجز في قطاع الكهرباء قبل عام "2014"إلي دولة أصبح بها إحتياطي من الكهرباء بجانب عمليات التبادل والربط بينها وبين الدول المجاورة،أجاب"حمزة"إنّ انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال كان يتراوح من "2000"إلى "8000"ميجا وات، لكنه بلغ في عام "2014"حوالي" 6000 "ميجاوات، مضيفاً أن مصر أصبح لديها ما يقرب "60 ألف "ميجاوات من الكهرباء، وأقصى حمل وصلت إليه في الصيف الماضي يزيد عن "34 ألف"ميجاوات، ورغم ذلك كان هناك احتياطي يتخطى ال"ـ13" ميجاوات.

وتابع المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر انتقلت من العجز الشديد إلى الوفرة والاحتياطي، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر على مستوى الإنتاج وشركات نقل وتوزيع الكهرباء، موضحًا "خطوط الجهد الفائق الـ"500" كيلو فولت كان لدينا منها حتى عام "2014" نحو "3000" كيلو متر، لكن هذا الرقم زاد إلى أكثر من "7600" كيلو متر"، منوهـاـً "على مستوى محطات المحولات الـ"500" كيلو فولت كان لدينا "10 "محطات محولات، لكن أصبح الآن لدينا "31" محطات محولات"، كما نبه إلي أن كل ذلك التقدم والتطوير جاء بإهتمام القيادة السياسية بهذا الملف الذي يدخل في مختلف المجالات، مع تتابع تأثيرة علي المواطن والمستثمر وأيضا شبكات.

وبسؤالة عن الدوافع التي جعلت مصر أكبر منتج للطاقة المتجددة في العالم أجاب: "لدينا إمكانيات من الشمس والرياح لإنتاج أكبر طاقة متجددة في العالم، وكان لنقل هذه الكهرباء وربطها مع دول الجوار، كان لا بد من وجود محطات قوية"، مؤكدًا أن قطاع الكهرباء تجربة مصرية مهمة بدعم القيادة السياسية، وهو ما نرى نتيجته الآن بقوة، رغم العجز الذي يواجهه العالم، لذا فهي نقلة كبيرة جدًا.

أكد متحدث الكهرباء، أن الوزارة منفتحة جدًا على كل مصادر الطاقة المتجددة، وبالتأكيد مصر من الدول الرائدة في تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، لافتًا إلى أنه تم توقيع اتفاقيات مهمة خلال" 27 COP"مع كبريات الشركات العالمية، وهي أمور مهمة تحقق رؤية مصر في أن تكون مصدر مهم جدًا للطاقة عالميًا، وظهر ذلك مؤخراً بعد إفتتاح السيد الرئيس"عبدالفتاح السيسي"رئيس الجمهورية، المشروع التجريبي بالعين السخنة بنسبة إنتاج تبلغ"100"ميجاوات من الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع كبري الشركات العالمية وبإستثمار خاص.

أضاف"حمزة"أنه تم توقيع"23"مذكرة تفاهم مع كبري الشركات والمستثمرين خلال مؤتمر المناخ الذي أقيم في شرم الشيخ للإستثمار في الهيدروجين الأخضر، من ضمنهم "تسع"إتفاقيات تم توقيعهم خلال المؤتمر، كما بلغ إجمالي إستثمار"التسعه"فقط"86مليون"دولار، بالإضافة إلي أن باقي الشركات تسعي في الإجراءات التنفيذية للبدء.

في السياق ذاته ذكر الدكتور"أيمن حمزة"أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات القومية، قائلا: "ثقافة جديدة تسير فيها الحكومة، ومجمع بنبان بأسوان أبرز نجاح تعاون الحكومة والقطاع الخاص وأضاف حمزة، أن "32" شركة بالقطاع الخاص ساهمت فى إنشاء مجمع بنبان للطاقة الشمسية، باستثمارات تخطت" مليارى "دولار، مؤكدا بقوله: "القطاع الخاص لا يقتصر على الاستثمار الأجنبى فقط، والشركات المحلية والمصرية لها إتباع كبير فى التعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة".

الجدير بالذكر ما أردفه المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددةبشأن الحلم النووي الذي لطالما سعت إلية مصر من الستينيات، الحلم الذي كلما إقترب تحقيقه يتوقف بسبب الأزمات العالمية ، ولاكن مع وجود الإرادة السياسية الموجودة تم التوقع علي عقود مع شركة نزرات الروسية، وإلتزام كبير من كلا الطرفين، بالإضافة إلي أنه تم الحصول علي إذن إنشاء الوحدة الأولي والثانية من محطة الضبعة النووية من أصل"أربع"وحدات ، كما كانت هناك إحتفالية بشأن العمليات الهندسية الخرسانية للصبة سواء للوحدة الأولي أو الثانية ، وجاري الآن مراجعة باقي الأوراق والمستندات لبدأ إنشاء الوحدة الثالثة والرابعة للمحطة، وإذن إنشاء يعني أن البلد تحولت من دولة تخطط للإنشاء إلي دولة تنفذ علي أرض الواقع، وتم الإنتاء من الميناء البحري لإستقبال المعدات من الجانب الروسي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.